اليكم هذا الحوار بين الحياة والموت:
الحياة : السلام عليكم
الموت : وعليكم السلام
الحياة : ممكن نتعرف
الموت : بكِ اتشرف
الحياة : أنا أسمي حياة بنت الدنيا
الموت : انا اسمي موت بنت الأخرة
الحياة : انا عندما أتي يفرح الناس
الموت : انا عندما أتي يحزن الناس
الحياة : انا أُخبرهم أني أتيت
الموت : انا لا أُخبرهم أني أتيت
الحياة : انا أتي اليهم في كل سنة
الموت : انا أتي مرة واحدة في العمر
الحياة : انا معي اللهو
الموت : انا معي الحق
الحياة : انا امضي سريعة على العاصي
الموت : انا امضي بطيئة على العاصي
الحياة : انا امضي بطيئة على المطيع
الموت : انا امضي سريعة على المطيع
الحياة : انا يصرفون علي الأموال
الموت : انا لا يصرفون علي الأموال
الحياة : انا تحت أمرهم
الموت : هم تحت أمري
الحياة : انا أزيد عندهم الأمل
الموت : انا اقطع عنهم الأمل
الحياة : انا شأني سخيف
الموت : انا شأني عظيم
الحياة : انا بيتي فوق الأرض
الموت : انا بيتي تحت الأرض
الحياة: إذا ملوا مني تركوني
الموت : إذا ملوا مني لم أتركهم
الحياة : انا صوتي ضجيج
الموت : انا صوتي صمتٌ رهيب
توقف الحياه والموت عن الحوار..
ولن ينتهى
الموت هو البداية إنه كائن معنا في صميم كياننا البشري، إنه أعظم موضوع في هذه الحياة الحاضرة، إنه يجرد الإنسان من كل شيء حتى ذاته التي يحبها ولا يبقى للإنسان إلا روح الحياة ذاتها، نعم إنه الموت.
من جميل ما ذكر في ختام الحياة والتذكير بها ، مــا كان
من شأن الإمام الشافعي - رحمة الله عليه - يقول المزني
وهو من أخص تلاميذه ونقلةِ علمه : دخلت على الشافعي
في مرضه الذي مات فيه ، فقلت : يا أبا عبد الله كيـــــــف
أصبحت ؟ فرفع رأسه وقال : أصبحت من الدنيا راحــــلاً
ولإخواني مفارقاً ، ولسوء عملي ملاقياً ، وعلى الله وارداً
ما أدري روحي تصير إلى جنة فأهنئها ، أو إلى نار فأعزيها
ثم بكى وأنشأ يقول :
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهـبي
جعلت الرجا مني لعفوك سلّـَمـا
تعـاظمنــي ذنبـي فلمـا قرنتــــه
بعفوك ربي كان عفوك أعظمــا
فما زلتَ ذا عفوٍ عن الذنب لم تزل
تــجـود وتعفــو مِنَّـــة وتكــرمــــاً
ولـولاك لــم يصمــد لإبليس عابد
فكيــف وقــد أغــوى صفيـك آدم
وإنــي لآتـي الذنب أعرف قدره
وأعلـم أن اللــه يـعفـو تـرحُّمـــا
عسى من له الإحسان يغفر زلتي
ويستــر أوزاري ومـا قـد تقدمــا
وكان هذا من آخر قوله رحمه الله