الحياة مبارة كرة قدم
تخيل معي أنك
جالس
في ملعب لكرة
القدم , تَنتظر مباراة بين فريقين من أعرق الفرق , وبدأت المباراة و بدأت الهجمات من الفريقين وبدأ
تسجيل الأهداف ,وتحمس الجمهور وكل يشجع فريقه ..
وفي خضم هذه
الفوضى العارمة ,فجـــأة!! و إذا بمجموعتين من الشباب ,كل مجموعة إتجهت صوب المرمى و حملته و
هربت به لخارج الملعب !!صار الملعب من دون أهداف! , في تصورك هل سيكمل اللاعبين اللعب؟
وكيف سيلعبون
؟ و لأي جهة يتجهون ؟ بالتأكيد سيتوقفون .. لكن تَصور لو أن الحكم أصر على إكمال المباراة, وتخيل
معي كيف سيقضي اللاعبون ما تبقى من الوقت , لَيس هناك أي هدف ,واللعب عشوائي
و الجمهور لن يبقى في الملعب لمشاهدة مباراة
من دون أهداف
!
الحياة تَتشابه
مع
المباراة
تماماً ,فاللاعب هو أنت والمرمى يمثل أهدافك في الحياة وحدود الملعب هي الأخلاقيات و العادات و الشرائع
التي يجب عليك أن لا تتجاوزها , و المدرب هو كل شخص يرشدك و يوجهك ويحاول أن يفيدك في حياتك , والفريق
الخصم يمثل العقبات التي تواجهك في حياتك, و اللاعبين الذين معك في الفريق هم أصدقائك وكل شخص يسير معك
في مسيرة الحياة
, والحكم هو
كل فرد يُرشدك إلى أخطائك , و إذا أدخلت الكرة في مرمى الخصم فقد حققت هَدفك .
وقبل دخولك
للمباراة يجب أن تخطط للوصول إلى الهدف وتحقيق أعلى نسبة من الأهداف , وكذلك عليك أن تتدرب و
تتمرن حتى تستعين بالتدريب على المباراة ..
وإذا كانت
المباراة و هي من أمور الدنيا تتطلب أهدافاً و تخطيطاً و إستعداداً , فكيف بالحياة عند المسلم , أليس
الأولى بالتخطيط و التمرين و تحديد الأهداف ثم السعي لتحقيق الأهداف , و الإستعانة بالأصدقاء لتحقيق هذه
الأهداف , و الأستعانة بأشخاص يمتلكون الحكمة حتى يرشدونه لتحقيق هذه الأهداف ؟