قال أحمد الكيلاني، عضو الجمعية الوطنية للتغيير بالسويس، إن المدينة شهدت مساء الأربعاء حرب شوارع حقيقية، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من المحتجين، واقتحام وإحراق عدد من المقرات الحكومية ومواقع الحزب الحاكم في منطقتي الأربعين والمثلث.
وتابع في تصريحات لقناة الجزيرة الفضائية، إن المسيرات خرجت بشكل سلمي حتى السادسة والنصف من مساء اليوم عندما اعتدت قوات الأمن على المتظاهرين بقسوة، مناشدًا بالتدخل لإنقاذ أهالي السويس من مذبحة الشرطة.
وقام محتجون غاضبون من التعامل الأمني العنيف بإحراق مقر الحزب الوطني بحي الأربعين بمحافظة السويس، كما قام عدد من المحتجين بإقتحام المقر وتحطيم واجهاته، وإحراق صورة الرئيس مبارك، وأصيب في الاشتباكات أكثر من 50 متظاهرًا.
وذكر مراسل بوابة الوفد في السويس أن المتظاهرون أحرقوا أربع سيارات، وهاجم بعضهم موقع فرق الأمن بالسويس وألقوا عليه زجاجات المولوتوف.
وكان عدد من المتظاهرين ألقوا قبل قليل قنابل المولوتوف على قسم الأربعين بمدينة السويس، بعد أن أطلقت قوات الأمن النار على آلاف المتظاهرين الذين احتشدوا أمام مشرحة مستشفى السويس للمشاركة في تشييع القتيل الثالث الذي أردته رصاصات الشرطة يوم الغضب أمس الثلاثاء . ودفعت الشرطة بعربات المطافئ لمحاصرة النيران التي اندلعت في قسم الشرطة، بينما أصر المتظاهرون على المشاركة في جنازة القتيل.
واصطف المواطنون على جنبات الطرق المؤدية من المشرحة إلى قسم الأربعين على مسافة 2 كيلومترين، وبلغ تعدادهم نحو 20 ألف شخص، وعندما رفضوا التراجع أطلقت الشرطة النار عليهم، مما دفعهم للانسحاب عبر الطرق الضيقة إلى أن تمكنت مجموعة منهم من إحضار زجاجات مليئة بمواد ملتهبة وحرقها وإلقائها على قوات الأمن لمواجهة طلقات الرصاص التي أصرت الشرطة على استخدامها في مواجهة المتظاهرين.
تجري الآن اشتباكات عنيفة في أنحاء متفرقة بمدينة السويس، على خلفية رفض الأهالي لاستلام جثث ذويهم بسبب مطالب الأمن بدفنها سرًا وعدم إقامة سرادقات للعزاء، ويحاصر في هذه الأثناء أكثر من 20 ألف مواطن مبنى "مشرحة السويس".
ومن ناحية أخرى، أفاد شهود عيان ان قوات الأمن تحاصر الآن قرية "سوق الثلاثاء" في محافظة كفر الشيخ بدلتا النيل وتضربها بالقنابل المسيلة للدموع.
وأضاف الشهود " محاصرة القرية تلت دعوة سكانها من مكبرات صوت في مساجد الى قطع الطريق الدولي القريب منها في نطاق الاحتجاج الذي بدأ باسم "يوم الغضب" ".
وأكد الشهود أن قوات الامن تمنع دخول القرية حتى للصحفيين.
وفي محافظة الفيوم، ألقت أجهزة الامن بالفيوم القبض على 12 من طلاب الجامعة اثناء محاولة تنظيم لمظاهرة بالقرب من جامعة الفيوم لتنديد بالبطاله والفقر وتزوير الانتخابات .
وكان عدد من الشباب من القوى الوطنية بالفيوم قد حاولوا الخروج فى مظاهرة تنطلق من حي البارودية بمدينة الفيوم الى الجامعة ، وبمجرد أن بدأت الهتافات فوجئ المتظاهرون بتواجد مكثف لرجال الأمن ، حيث تم اعتقال 12 بينهم محمد الشريف ومصطفى محمود وعمرو قاسم وعبدالرحمن سلامه ومعاز حبيبه . ومن المقرر ان يتم تنظيم مظاهرة للقوى الوطنية بالفيوم عقب صلاة الجمعة القادمة .
وفي دمياط، اعتقلت قوات الأمن سبعة من النشطاء السياسيين أثناء تجمعهم ظهر الأربعاء أثناء تجمعهم لحظة وصول كل منهم إلي مكان التجمع منفردا وهم الدكتور أحمد عماشة من الإخوان المسلمين وشادي التوارجي من حزب الكرامة ومحمد التوارجي منسق حركة كفاية وعصام الدين داود من الحزب الناصري وأحمد فتحي سرية من ا لحزب الناصري وماهر الشيال من حزب الوسط ومحمد مصطفي الحميدي من المواطنين .
وفي سياق متصل، حاصرت قوات الامن بمديرية أمن الغربية مقر حزب الجبهة بمدينة المحلة الكبرى بهدف اعتقال عدد من قيادات الحزب و الشباب الموجودين داخل المقر.
وكان عدد من اعضاء الحزب تم اعتقالهم وهو ابراهيم ربيع عضو مجلس محلى مدينة المحلة ، المهندس حمدى الفخرانى صاحب قضية بطلان عقد مدينتى الموجود بمقر الحزب ، والذي أكد ان "بلطجية" الحزب الوطني شاركت إلى جانب المباحث وعناصر من أمن الدولة في حصار مقر الحزب وتمنعهم من النزول للشارع للمشاركة فى مسيرات الغضب .
وقالت جماعة الإخوان ان الشرطة اعتقلت 121 من أعضائها اثناء وقفة احتجاجية للجماعة بمدينة أسيوط. وقال بيان للجماعة ان بين المعتقلين زوجة شقيق المرشد العام.
يستعد عمال شركة الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى للتظاهر عقب انتهاء "وردية الصباح" الساعة 3.30 عصرًا.
ومن المقرر ان يتجمع المتظاهرون بأطراف ميدان "الشون"، لتتواصل مظاهرات "يوم الغضب" التي بدأت أمس الثلاثاء، للمطالبة بتحسين أحوال المعيشة ووقف ارتفاع الأسعار.
ويشهد حالياً ميدان الجمهورية والشون وبنزيون تواجداً أمنياً مكثفاً تحسباً لوقوع أية تظاهرات جديدة مثلما حدث بالأمس، كما كثف الأمن تواجده بالمناطق الشعبية وأمام المصالح الحكومية والبنوك ودور العبادة بالمدينة.
وانتشرت قوات الأمن المركزى أمام قسمى أول وثان المحلة، حيث اصطف العديد من سيارات الأمن المركزى والتى يتعدى عددها عن 15 بميدان الشون والذى شهد أمس الثلاثاء تظاهر الآلاف الذين أعلنوا استمرارهم في التظاهر، وأحرقوا كشك المرور بالميدان.
وحرق المتظاهرون إطارات السيارات أمام محطة البنزين ورشقوا رجال الأمن بالحجارة، في الوقت الذى بادلهم فيه رجال الأمن الضرب بالقنابل المسيلة للدموع.
وفي البحيرة، شهدت المحافظة مع الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، حالة من الترقب المشوبة بالحذر وظلت المحال التجارية مغلقة، فيما رفضت أعداد كثيرة من الموظفين والعمال الذهاب إلى أعمالهم.
وفي سيناء، عاود العشرات من البدو المحتجين مسيرتهم لليوم الثانى بقريه المهدية مركز الشيخ زويد بشمال سيناء.
وقطع المحتجون طريق رفح الجورة وأشعلوا النار فى إطارات السيارات، ورددوا الهتافات المطالبة بالافراج عن المعتقلين إلى جانب التنديد بارتفاع الأسعار وعدم وجود فرص عمل.
وشدد المحتجون على استمرار وقفتهم وتصعيد احتجاجاتهم لحين تحقيق مطالبهم بالافراج عن المعتقلين.
ويستعد موكب المحتجين (الذى يضم نحو 100 سيارة) لعمل مسيرة الى مدينة الشيخ زويد وتنظيم وقفة احتجاجية مع أهالى وأسر المعتقلين من أبناء مركزى رفح والشيخ زويد.