منتديات عشاق العلوم
اهلا وسهلا بك يا زائر في منتديات .....

منتديات عشاق العلوم
اهلا وسهلا بك يا زائر في منتديات .....

منتديات عشاق العلوم
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات عشاق العلوم

منتديات الاستاذ محمد الطنطاوى فى العلوم والكيمياء - الفيزياء - الاحياء
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  المنشوراتالمنشورات  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، موقع الاستاذ محمد على الطنطاوى يتمنى لكم احلى الاوقات فى ارق واعذب المنتديات اهلا وسهلا بمن اتانا بتحية وسلام يريد الترحيب باحلى كلام وان شاء الله تفيدون وتستفيدون منا وفى انتظار مشاركاتكم وابدعاتكم فمرحبا بك بين اخوانك واخواتك وننتظر الابداع منك لتصل همسات قلمك الى قلوبنا وعقولنا صفحات المنتدى ملك لك كم اتمنى ان تتسع لقلمك وما يحملة من عبير مشاعرك ومواضيعك وارائك الشخصية التى سنشاركك الطرح والابداع فيها مع تمنياتى للجميع بقضاء وقت ممتع ومفيد ... ) ادارة الموقع/ الاستاذ محمد على الطنطاوى .... استاذ ( الكيمياء بطنطا -مدرسة الحكمة الثانوية بنات بطنطا -موبيل/ 01060901494 & 01027676094

موقع عشاق العلوم الرؤية والرسالة والأهداف: رؤيتنا: الرؤية : الارتقاء بالمنظومة التعليمية والتربوية بما يؤسس لجيل مبدع منتمٍ لوطنه معتزاً بلغته فخوراً بدينه رسالتنا: السعي لتقديم خدمات تربوية وتعليمية ذات جودة عالية بتوظيف التقنية الحديثة ضمن بيئة جاذبة ومحفزة ودافعة للإبداع الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها · إدارة الموقع " الاستاذ محمد الطنطاوى استاذ الكيمياء بمدرسة الحكمة الثانوية بنات بطنطا - موبيل 01060901494

 

  ....# * ( كيف تعد خطبة ) * # ......

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الاستاذ محمد الطنطاوى
~الادارة العامه ~
~الادارة العامه ~
الاستاذ محمد الطنطاوى


عدد المساهمات : 4331
نقاط : 37663
تاريخ التسجيل : 03/11/2009
العمر : 41
الموقع : طنطا- غربية

 ....# * ( كيف تعد خطبة ) * # ...... Empty
مُساهمةموضوع: ....# * ( كيف تعد خطبة ) * # ......    ....# * ( كيف تعد خطبة ) * # ...... Emptyالسبت أكتوبر 06, 2012 1:41 pm

أمور ينبغي التنبه لها أثناء الصياغة
أحمد عبد السلام

وهناك أمور ينبغي التنبه لها أثناء الصياغة، وهي على النحو التالي:
الأول: الإخلاص
الإخلاص لله -تعالى- في كتابته، واستحضار النية الخالصة، ومجاهدة النفس في ذلك؛ فلا تعجبه نفسه أثناء الكتابة، أو يتذكر مدح المصلين له، وماذا سيقولون عن خطبته؛ فإنه إن أخلص لله -تعالى- بارك الله في كتابته وجهده، ونفع به الأمة.
الثاني: التعايش مع الخطبة
أن يعيش مع الخطبة بقلبه، ويضع نفسه محل السامع؛ أي كأنه المخاطَب بهذه الخطبة؛ لأن ذلك سيجعله يختار العبارات التي يرضاها ويحبها وتقنعه؛ فمثلا لو كان يوجه نصيحة لواقعٍ في معصية معينة؛ فليضع نفسه مكان صاحب هذه المعصية، وكأنه المخاطَب بهذا الخطاب؛ فذلك أدعى للتأثر، وأجود في انتقاء الألفاظ المناسبة.
وبعض الخطباء الذين لا يراعون هذه الناحية تجدهم يترفعون على صاحب المعصية، ويخاطبونه من علو؛ فيكون عتابهم عنيفا، وربما لا يقبله صاحب المعصية، لكنه لو وضع نفسه مكان صاحب المعصية، وبدأ بالعتاب فسيكون عتابا رقيقا، تقبله النفوس وتتأثر به.
الثالث: الاستقرار النفسي
إنْ أحسّ الخطيب أن القلم لا يجاريه في الكتابة، وأن أفكاره مشتتة، وذهنه مشوَّش فليتوقف عن الكتابة حتى يزيل ما يشغله أو ينسيه، ثم يعود إليها مرة أخرى.
الرابع: سلامة العبارة وجودة الأسلوب
إذا أشكلت عليه بعض الكلمات أو الجمل من جهة إعرابها، أو صرفها، أو دلالتها على المعنى الذي يريده، أو كونها غير فصيحة فله خياران:
1- الرجوع إلى المعاجم اللغوية للتأكد من صحة الكلمة، ومناسبتها للمعنى الذي أراده، أو سؤال من يعلم ذلك من أهل اللغة والنحو.
2- استبدال الكلمة أو الجملة التي يشك فيها بكلمة، أو جملة أخرى يعلم صحتها، واللغة العربية غنية بالمترادفات من الكلمات والجمل.
وإن كنتُ أستحسن الطريقة الأولى؛ لكي ينمِّي الخطيب مهاراته اللغوية، وتزداد حصيلته من الكلمات والجمل.
الخامس: الاهتمام بعلامات الترقيم
العناية بعلامات الترقيم، وبداية الجمل ونهايتها؛ حتى يعينه ذلك على قراءة الخطبة بشكل صحيح، وعدم التعتعة والإعادة، وكثرة التوقف والتلكؤ.
السادس: عرض الأمثلة
ويكون بضرب أمثلة محددة إذا توافرت من الماضي الإسلامي وغير الإسلامي، أو قصص تصويرية أو ألغاز أو أشعار، ومناقشة ما اقتُرِح من حلول لوقائع تاريخية مشابهة وما حققته تلك الحلول من نجاح أو إخفاق، أما إذا كانت القضية جديدة تماما فتُناقش أوجه الشبه أو التباين بينها وبين حالات سابقة.
السابع: شَخِّص المشكلة واقترح الحلول
ويكون ذلك:
- بتشخيص المشكلة بشكل إبداعي مستشهدا بالآيات القرآنية التي تعين في التحدث عن الحل.
- ارجع إلى السنة الشريفة لمزيد من التوضيح.
- افحص إمكان تطبيق المبادئ القرآنية في واقع المسلمين اليوم.
- خذ في حسابك ما طرح من اجتهادات في تفسيرها كمحاولة للتوصل إلى الحل.
- قدم اقتراحات لحلول جديدة في إطار مقاصد الشريعة الغراء حين لا توجد النصوص المباشرة في القضية محل البحث.
أمور ينبغي التنبه لها أثناء الصياغة
أحمد عبد السلام

وهناك أمور ينبغي التنبه لها أثناء الصياغة، وهي على النحو التالي:
الأول: الإخلاص
الإخلاص لله -تعالى- في كتابته، واستحضار النية الخالصة، ومجاهدة النفس في ذلك؛ فلا تعجبه نفسه أثناء الكتابة، أو يتذكر مدح المصلين له، وماذا سيقولون عن خطبته؛ فإنه إن أخلص لله -تعالى- بارك الله في كتابته وجهده، ونفع به الأمة.
الثاني: التعايش مع الخطبة
أن يعيش مع الخطبة بقلبه، ويضع نفسه محل السامع؛ أي كأنه المخاطَب بهذه الخطبة؛ لأن ذلك سيجعله يختار العبارات التي يرضاها ويحبها وتقنعه؛ فمثلا لو كان يوجه نصيحة لواقعٍ في معصية معينة؛ فليضع نفسه مكان صاحب هذه المعصية، وكأنه المخاطَب بهذا الخطاب؛ فذلك أدعى للتأثر، وأجود في انتقاء الألفاظ المناسبة.
وبعض الخطباء الذين لا يراعون هذه الناحية تجدهم يترفعون على صاحب المعصية، ويخاطبونه من علو؛ فيكون عتابهم عنيفا، وربما لا يقبله صاحب المعصية، لكنه لو وضع نفسه مكان صاحب المعصية، وبدأ بالعتاب فسيكون عتابا رقيقا، تقبله النفوس وتتأثر به.
الثالث: الاستقرار النفسي
إنْ أحسّ الخطيب أن القلم لا يجاريه في الكتابة، وأن أفكاره مشتتة، وذهنه مشوَّش فليتوقف عن الكتابة حتى يزيل ما يشغله أو ينسيه، ثم يعود إليها مرة أخرى.
الرابع: سلامة العبارة وجودة الأسلوب
إذا أشكلت عليه بعض الكلمات أو الجمل من جهة إعرابها، أو صرفها، أو دلالتها على المعنى الذي يريده، أو كونها غير فصيحة فله خياران:
1- الرجوع إلى المعاجم اللغوية للتأكد من صحة الكلمة، ومناسبتها للمعنى الذي أراده، أو سؤال من يعلم ذلك من أهل اللغة والنحو.
2- استبدال الكلمة أو الجملة التي يشك فيها بكلمة، أو جملة أخرى يعلم صحتها، واللغة العربية غنية بالمترادفات من الكلمات والجمل.
وإن كنتُ أستحسن الطريقة الأولى؛ لكي ينمِّي الخطيب مهاراته اللغوية، وتزداد حصيلته من الكلمات والجمل.
الخامس: الاهتمام بعلامات الترقيم
العناية بعلامات الترقيم، وبداية الجمل ونهايتها؛ حتى يعينه ذلك على قراءة الخطبة بشكل صحيح، وعدم التعتعة والإعادة، وكثرة التوقف والتلكؤ.
السادس: عرض الأمثلة
ويكون بضرب أمثلة محددة إذا توافرت من الماضي الإسلامي وغير الإسلامي، أو قصص تصويرية أو ألغاز أو أشعار، ومناقشة ما اقتُرِح من حلول لوقائع تاريخية مشابهة وما حققته تلك الحلول من نجاح أو إخفاق، أما إذا كانت القضية جديدة تماما فتُناقش أوجه الشبه أو التباين بينها وبين حالات سابقة.
السابع: شَخِّص المشكلة واقترح الحلول
ويكون ذلك:
- بتشخيص المشكلة بشكل إبداعي مستشهدا بالآيات القرآنية التي تعين في التحدث عن الحل.
- ارجع إلى السنة الشريفة لمزيد من التوضيح.
- افحص إمكان تطبيق المبادئ القرآنية في واقع المسلمين اليوم.
- خذ في حسابك ما طرح من اجتهادات في تفسيرها كمحاولة للتوصل إلى الحل.
- قدم اقتراحات لحلول جديدة في إطار مقاصد الشريعة الغراء حين لا توجد النصوص المباشرة في القضية محل البحث.
أمور ينبغي التنبه لها أثناء الصياغة


وهناك أمور ينبغي التنبه لها أثناء الصياغة، وهي على النحو التالي:

الأول: الإخلاص
الإخلاص لله -تعالى- في كتابته، واستحضار النية الخالصة، ومجاهدة النفس في ذلك؛ فلا تعجبه نفسه أثناء الكتابة، أو يتذكر مدح المصلين له، وماذا سيقولون عن خطبته؛ فإنه إن أخلص لله -تعالى- بارك الله في كتابته وجهده، ونفع به الأمة.

الثاني: التعايش مع الخطبة
أن يعيش مع الخطبة بقلبه، ويضع نفسه محل السامع؛ أي كأنه المخاطَب بهذه الخطبة؛ لأن ذلك سيجعله يختار العبارات التي يرضاها ويحبها وتقنعه؛ فمثلا لو كان يوجه نصيحة لواقعٍ في معصية معينة؛ فليضع نفسه مكان صاحب هذه المعصية، وكأنه المخاطَب بهذا الخطاب؛ فذلك أدعى للتأثر، وأجود في انتقاء الألفاظ المناسبة.
وبعض الخطباء الذين لا يراعون هذه الناحية تجدهم يترفعون على صاحب المعصية، ويخاطبونه من علو؛ فيكون عتابهم عنيفا، وربما لا يقبله صاحب المعصية، لكنه لو وضع نفسه مكان صاحب المعصية، وبدأ بالعتاب فسيكون عتابا رقيقا، تقبله النفوس وتتأثر به.

الثالث: الاستقرار النفسي
إنْ أحسّ الخطيب أن القلم لا يجاريه في الكتابة، وأن أفكاره مشتتة، وذهنه مشوَّش فليتوقف عن الكتابة حتى يزيل ما يشغله أو ينسيه، ثم يعود إليها مرة أخرى.

الرابع: سلامة العبارة وجودة الأسلوب
إذا أشكلت عليه بعض الكلمات أو الجمل من جهة إعرابها، أو صرفها، أو دلالتها على المعنى الذي يريده، أو كونها غير فصيحة فله خياران:
1- الرجوع إلى المعاجم اللغوية للتأكد من صحة الكلمة، ومناسبتها للمعنى الذي أراده، أو سؤال من يعلم ذلك من أهل اللغة والنحو.
2- استبدال الكلمة أو الجملة التي يشك فيها بكلمة، أو جملة أخرى يعلم صحتها، واللغة العربية غنية بالمترادفات من الكلمات والجمل.
وإن كنتُ أستحسن الطريقة الأولى؛ لكي ينمِّي الخطيب مهاراته اللغوية، وتزداد حصيلته من الكلمات والجمل.

الخامس: الاهتمام بعلامات الترقيم
العناية بعلامات الترقيم، وبداية الجمل ونهايتها؛ حتى يعينه ذلك على قراءة الخطبة بشكل صحيح، وعدم التعتعة والإعادة، وكثرة التوقف والتلكؤ.

السادس: عرض الأمثلة
ويكون بضرب أمثلة محددة إذا توافرت من الماضي الإسلامي وغير الإسلامي، أو قصص تصويرية أو ألغاز أو أشعار، ومناقشة ما اقتُرِح من حلول لوقائع تاريخية مشابهة وما حققته تلك الحلول من نجاح أو إخفاق، أما إذا كانت القضية جديدة تماما فتُناقش أوجه الشبه أو التباين بينها وبين حالات سابقة.

السابع: شَخِّص المشكلة واقترح الحلول
ويكون ذلك:
- بتشخيص المشكلة بشكل إبداعي مستشهدا بالآيات القرآنية التي تعين في التحدث عن الحل.
- ارجع إلى السنة الشريفة لمزيد من التوضيح.
- افحص إمكان تطبيق المبادئ القرآنية في واقع المسلمين اليوم.
- خذ في حسابك ما طرح من اجتهادات في تفسيرها كمحاولة للتوصل إلى الحل.
- قدم اقتراحات لحلول جديدة في إطار مقاصد الشريعة الغراء حين لا توجد النصوص المباشرة في القضية محل البحث.


عناصر الخطبة



إن للخطبة عناصر يحسن للخطيب مراعاتها عند إعداد خطبة الجمعة، ومن أهم ما ذكروا منها ما يأتي:
الأول: ترابط عناصر الخطبة
ينبغي أن تكون عناصر الخطبة مترابطة، متكاملة، بحيث يكون كل عنصر جزءا من موضوع الخطبة العام، وثيق الصلة بالعنصر السابق له واللاحق به، لتجتمع هذه العناصر بأفكارها، مكونة الفكر العام للخطبة، محققة بذلك الهدف المنشود، مركزة على موضوع واحد، دون التطرق والتشتت في مواضيع أخرى مختلفة، مما يؤدي بالسامع إلى أن يسمع فكرة واحدة مترابطة.
فتعدد المواضيع في الخطبة الواحدة يشتت ذهن السامع، ويجعل الحيرة رفيقة، وقد يخرج من المسجد وليس في ذهنه موضوع معين؛ لكثرة المواضيع.
الثاني: الربط والاستنتاج
ويكون بعد تنسيق الأفكار، وترتيبها، وتقسيمها، فيقوم الخطيب باستنباط العبر، والعظات والدروس والأحكام من خلال ما عرض من معلومات، تضمنتها العناصر المستنبطة من النصوص، ثم يقوم الخطيب بعد ذلك بربط هذه الدروس والأحكام بواقع الناس، ويبين لهم كيفية الاستفادة منها، بضرب الأمثلة المتعددة المتنوعة.
الثالث: الاعتماد على صحة المعلومات
بأن تكون المعلومة صحيحة صادقة، فتكون مصدر ثقة للمصلين مملوءة بأفكار وقيم سلوكية تأخذ الناس إلى الخير.
الرابع: الأسلوب الحكيم
الخطيب صاحب الأسلوب الحكيم يجلب القلوب، ويثير في النفوس الخشية من الله جل جلاله، وحب الطاعة، والامتثال لأحكام الدين، والتذكير الجميل والكلم الصادق يبث الأمل في نفوس الناس، ويبعدهم عن اليأس والقنوط.
الخامس: أن يعي الجمهور لماذا أصبحت هذه القضية هامة؟ ولماذا طرحها الخطيب في هذا الوقت؟
بعض الخطب تخلو من الربط بالواقع، بل تخلو أحيانا من آية أو حديث أو قصة مشوقة، وهذا يرجع إلى أن بعض الخطباء قد يحضر خطبته في أقل من ساعة، ثم يخرج يلقيها على الناس دون أن يعي ولو بعض جوانبها، فلنعلم أحبتنا أن الخطيب في كل أسبوع يقدم فكره، وثقافته للناس.
طريقة بناء الخطبة
تبنى الخطبة من ثلاثة أركان: المقدمة، الموضوع، الخاتمة.
وهذه الأركان الثلاثة متداخلة، متناسقة، يبلغ بها حد الجودة مقدرة الخطيب، وغزارة علمه، والانتظام في هذه الأجزاء، يجعل الخطبة واضحة المقاصد، وتضمن للمتحدث حسن الإصغاء من سامعيه.
1- المقدمة:
هي أول ما يلقيه الخطيب على جمهوره، فإذا فاجأهم بحسن المقدمة، استطاع متابعة جمال خطبته معهم.
فعلى الخطيب أن يعتني بمقدمته، بأن يأتي بالعبارة السهلة، التي توحي للسامعه بمقصود الخطبة، مما يشد الانتباه ويهيئ النفوس، وقد يكون بآيات قرآنية زاجرة، أو مرغبة.
ويشترط في المقدمة:
1- أن تكون متصلة بالموضوع، تخدمه، تمهد له، وفي هذا العصر أصبح البعض يتفنن في مقدمته، ويوثق صلتها بالموضوع بطرق شتى.
2- أن تكون واضحة، مناسبة لعقول السامعين، موزونة المعاني، دقيقة التعبير، لأن السامعين في أول الخطبة أبصر بالنقد، وأقرب إلى العناد، حتى إذا ما بهرهم الخطيب، أسلسوا له القياد.
3- أن تكون مشوقة، تجذب السامعين إلى موضوع حديثه، غير مبتذلة، أو مشاعة صالحة لكل خطبة.
وكما قال ابن المقفع: ليكن في صدر كلامك دليل على حاجتك، كما إن خير أبيات الشعر البيت الذي إذا سمعت صدره عرفت قافيته.
4- أن تناسب الخطبة طولا وقصرا، لأنها مقدمة لا خطبة، وتمهيد لا موضوع، ولأنها إن طالت استنفدت جهد الخطيب، وانتباه السامعين، فيُحرم الموضوعُ نشاطَه ونشاطهم.
2- الموضوع:
إن استغنى الخطيب أحيانا عن المقدمة، أو عن الخاتمة، فلا يستطيع أن يستغني عن عرض الموضوع، لأنه الخطبة ذاتها أيا كان نوعها، وهو مقصود الخطبة الأعظم، ويجوز ذكر موضوع الخطبة بداية، ولكن الأولى التدرج في تناول الموضوع، تناولا غير مباشر، متسلسلا، إلى أن يصل إلى مبتغاه.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3sha2.ahlamontada.com
الاستاذ محمد الطنطاوى
~الادارة العامه ~
~الادارة العامه ~
الاستاذ محمد الطنطاوى


عدد المساهمات : 4331
نقاط : 37663
تاريخ التسجيل : 03/11/2009
العمر : 41
الموقع : طنطا- غربية

 ....# * ( كيف تعد خطبة ) * # ...... Empty
مُساهمةموضوع: رد: ....# * ( كيف تعد خطبة ) * # ......    ....# * ( كيف تعد خطبة ) * # ...... Emptyالسبت أكتوبر 06, 2012 1:50 pm

إعداد الخطبة

من أهم ما يحتاجه الخطيب إعداد خطبة الجمعة؛ وذلك لأنه قد يفرض موضوع ذو ملامح معينة أنموذجا مختلفا، ولكن الهدف يجب أن يكون دائما هو إعداد خطبة متكاملة تنقل أفكار المتحدث بوضوح مع العناية بجذب اهتمام المستمعين، وحسن إنصاتهم وتركيزهم .
ويمكن عرض الخطوات اللازمة لإعداد الخطبة على النحو التالي:
الأولى: اختيار الموضوع.
يكون بتحديد عنوانه وعناصره بدقة، وضع خطة شاملة له، مستحضرا الأسباب التي تجعلك تعتقد بأن هذه القضية هامة للمستمعين متيقنا ضرورة طرحها أمام الرأي العام، مع توضيح مرامي الخطبة.
الثانية: جمع النصوص والنقول والأفكار والعناصر للموضوع المختار، وبعد الجمع سيتضح للخطيب أن مادة الخطبة: إما أن تكون كثيرة فيقسمها إلى أكثر من موضوع، وإما أن تكون مناسبة فيكتفي بها، وإما أن تكون قليلة فيزيد البحث في مظان أخرى، فإن ضاق عليه الوقت أجَّل هذا الموضوع، وبحث عن موضوع آخر تكون مادته متوافرة.
وينبغي في الجمع مراعاة ما يلي:
أ - البدء بالمصادر المتخصصة وجعلها أصلا، ثم البحث عن مصادر أخرى مساعدة؛ فلو اختار مثلا موضوع (الشكر) فإنه يبدأ بالكتب المتخصصة في ذلك: ككتاب الشكر لابن أبي الدنيا، ثم يرجع إلى آيات الشكر في القرآن، وما قاله أهل التفسير، ثم الأحاديث وشروحها، ثم أبواب الشكر في كتب الآداب والمواعظ والأخلاق..؛ لأن الكتب المتخصصة في الموضوع ستكفيه ما يقارب ثلثي الموضوع أو نصفه على الأقل؛ فتخفف عنه مؤنة البحث والتقصي. والكلام على مصادر الخطبة يحتاج إلى مقدمة مستقلة.
ب - أن ينطلق في عناصره وأفكاره من النصوص التي جمعها؛ فذلك أدعى للإقناع، وأيسر عليه. وبعض الخطباء قد تقدح الفكرة في ذهنه فتعجبه فيكتبها، ثم يعيا في البحث عن دليل يعضدها، ويقنع السامع بها؛ فيضيع وقته هدرا في ذلك، ثم يشعر باليأس، وربما توقف عن الكتابة، أو يذكرها بلا دليل فلا تقنع السامع، وربما كانت خاطئة وهو لا يدري.
ولذا فإن صياغة الأفكار، ووضع العناصر على ضوء النصوص والنقول التي جمعها يُؤَمِّنُه من الخطأ بإذن الله تعالى، ويريحه من التعب، ويقنع المستمعين؛ وبناءً عليه فإن جمع النصوص والنقول يكون قبل وضع الأفكار والعناصر للموضوع.
الثالثة: بعد اختيار النصوص والنقول التي سيجعلها في خطبته يضع لها عناصر مختصرة (عناوين تدل عليها)؛ فمثلا عنده نص وهو قول الله تعالى: ﴿ وَإذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ (إبراهيم، آية: 7) ، يجعل له عنوانا أو عنصرا: (الشكر يزيد النعمة)، وهكذا في بقية النصوص والنقول.
الرابعة: يرتب العناصر التي وضعها بنصوصها حسب رؤيته التي يراها مناسبة لوضعها في الخطبة، فيجعل العناصر المترابطة متوالية؛ فمثلا في موضوع الشكر سيكون عنده عناصر في فوائد الشكر، وعناصر في عاقبة الكفر (كفر النعمة)، وعناصر في نماذج للشاكرين، وعناصر في نماذج لمن كفروا النعمة..، فيضم العناصر بعضها مع بعض تحت موضوعاتها. ويكون هذا الترتيب بالترقيم والإشارة إلى العناصر لا بالكتابة من جديد، حتى لا يُثقِل على نفسه، ثم يسير في صياغة الموضوع وفق الأرقام التي لديه؛ فلا يفوته شيء، ويكون موضوعه مترابطا منسجما.
الخامسة: بعد الفهرسة والترتيب يقرر ما للخطبة الأولى، وما للثانية من العناصر المذكورة.
السادسة: ثم يبدأ بالصياغة حسب الخطة التي وضعها، والمادة التي جمعها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3sha2.ahlamontada.com
الاستاذ محمد الطنطاوى
~الادارة العامه ~
~الادارة العامه ~
الاستاذ محمد الطنطاوى


عدد المساهمات : 4331
نقاط : 37663
تاريخ التسجيل : 03/11/2009
العمر : 41
الموقع : طنطا- غربية

 ....# * ( كيف تعد خطبة ) * # ...... Empty
مُساهمةموضوع: رد: ....# * ( كيف تعد خطبة ) * # ......    ....# * ( كيف تعد خطبة ) * # ...... Emptyالسبت أكتوبر 06, 2012 1:53 pm

كيف تعد عناصر خطبة الجمعة



يختلف مَنْ يُعِدُّون خطبهم بأنفسهم من الخطباء تبعًا لاختلاف اهتماماتهم وعلمهم وثقافتهم، ونوعية المصلين معهم، ومدى تفاعلهم مع الخطيب؛ فبعض الخطباء يكتفي بفِكَره وخطراته عن الرجوع إلى المراجع والمصادر، ويخط بنانه ما يوحي به ذهنه وقت الكتابة، بغض النظر عن أهمية ما يكتب من عدمه، أو ترابط الموضوع من تفككه.

وبعض الخطباء يكتفي بمرجع واحد ينقل منه، أو يختصره ويُعدِّل عليه، ويرى أنه أحسن من غيره ممن لم يكتب، أو كتب من ذهنه وخواطره. ومن الخطباء من لا يكتب خطبته حتى يقرأ في موضوعها عددًا من الكتب، ويراجع فيها مراجع كثيرة، وهؤلاء قلة، وفي الغالب تكون خطبهم متميزة ومفيدة.

كذلك يختلف الخطباء في مدى اهتمامهم بالخطبة؛ فبعض الخطباء لا يفكر في موضوع الخطبة إلا ليلة الجمعة أو صباحها، أو قبل صعود المنبر بوقت قصير. بل إنني سمعت مرة خطيبًا في مجلس يفاخر بأنه يصعد المنبر وليس في ذهنه موضوع محدد، فيطرأ عليه الموضوع والمؤذن يؤذن، وهذا فيه استخفاف بعقول الناس، واستهانة بخطبة الجمعة التي أوْلاها الشارع الحكيم عناية كبيرة.

بينما سمعت أن بعض الخطباء المتميزين يبدأ تفكيره بموضوع الخطبة منذ نزوله من المنبر في الخطبة الماضية. وبين هذا وذاك مراحل متفاوتة من الحرص والاهتمام والفائدة.

قبل عرض مقترح لكيفية إعداد الخطبة أحب التنبيه إلى أن الخطبة مثل الكتاب والخطيب مثل المؤلف، ولكل كاتب أو خطيب أو مؤلف أو باحث طريقته في البحث بيد أن عرض التجارب في هذه المجالات يحقق جملة من الفوائد، لعل من أبرزها:

1 - توجيه المبتدئ ومساعدته بإعطائه منهجًا مجرّبًا في إعداد الخطبة.

2 - قد تكون الطريقة التي يُعدُّ بها الخطيب خطبته فيها شيء من العسر، وهناك طرق أيسر منها، فإذا اطَّلع عليها أخذ بها.

3 - الإنسان في الأصل ناقص العمل معرض للخطأ، والناس يكمل بعضهم بعضًا بتبادل تجاربهم وخبراتهم، وفي اطلاع الخطيب على تجارب الآخرين وطرائقهم في إعداد الخطبة تكميل للنقص عنده، أو إصلاح لخطأ في طريقة الإعداد.

لهذا ولغيره فإنني أدعو كل خطيب أن يطرح على الخطباء طريقته في إعداد خطبته حتى تتلاقح الفِكَر، ويستفيد بعضنا من تجربة بعض. على أن لا يزعم الواحد منا أن طريقته هي أحسن الطرق لكـل الخطباء؛ فالطريقة التي تناسبني قـد لا تناسبك، وقد أستفيد من تجربتك كلها أو بعضها ولو كان قليلًا، والمسألة اجتهادية، ومهارات الخطيب وثقافته وعلمه وذوقه عوامل مؤثرة في ذلك.

ويمكن عرض الخطوات اللازمة لإعداد الخطبة على النحو الآتي:

1 - اختيار الموضوع.

2 - جمع النصوص والنقول والفِكَر والعناصر للموضوع المختار، وبعد الجمع سيتضح للخطيب أن مادة الخطبة إما أن تكون كثيرة فيقسمها إلى أكثر من موضوع، وإما أن تكون مناسبة فيكتفي بها. وإما أن تكون قليلة فيزيد البحث في مظان أخرى، فإن ضاق عليه الوقت أجَّل هذا الموضوع، وبحث عن موضوع آخر تكون مادته متوافرة.

وينبغي في الجمع مراعاة ما يأتي:

أ - البدء بالمصادر المتخصصة وجعلها أصلًا، ثم البحث عن مصادر أخرى مساعدة، فلو اختار مثلًا موضوع (الشكر) فإنه يبدأ بالكتب المتخصصة في ذلك ككتاب الشكر لابن أبي الدنيا، ثم يرجع إلى آيات الشكر في القرآن، وما قاله أهل التفسير، ثم الأحاديث وشروحها، ثم أبواب الشكر في كتب الآداب والمواعظ والأخلاق ...؛ لأن الكتب المتخصصة في الموضوع ستكفيه ما يقارب ثلثي الموضوع أو نصفه على الأقل فتخفف عنه مؤنة البحث والتقصي.

والكلام على مصادر الخطبة يحتاج إلى مقدمة مستقلة.

ب - أن ينطلق في عناصره وفِكَره من النصوص التي جمعها؛ فذلك أدعى للإقناع، وأيسر عليه. وبعض الخطباء قد تقدح الفكرة في ذهنه فتعجبه فيكتبها، ثم يعيا في البحث عن دليل يعضدها، ويقنع السامع بها؛ فيضيع وقته هدرًا في ذلك، ثم يشعر باليأس، وربما توقف عن الكتابة. أو يذكرها بلا دليل فلا تقنع السامع، وربما كانت خاطئة وهو لا يدري.

ولذا فإن صياغة الفِكَر، ووضع العناصر على ضوء النصوص والنقول التي جمعها يُؤَمِّنُه من الخطأ بإذن الله تعالى، ويريحه من التعب، ويقنع المستمعين؛ وبناءً عليه فإن جمع النصوص والنقول يكون قبل وضع الفِكَر والعناصر للموضوع.

3 - بعد اختيار النصوص والنقول التي سيجعلها في خطبته يضع لها عناصر مختصرة (عناوين تدل عليها)؛ فمثلًا عنده نص وهو قول الله تعالى: ﴿ وَإذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ﴾ ( إبراهيم: 7. ) ، يجعل له عنوانًا أو عنصرًا (الشكر يزيد النعمة)، وهكذا في بقية النصوص والنقول.

4 - يرتب العناصر التي وضعها بنصوصها حسب رؤيته التي يراها مناسبة لوضعها في الخطبة، فيجعل العناصر المترابطة متوالية؛ فمثلًا في موضوع الشكر سيكون عنده عناصر في فوائد الشكر، وعناصر في عاقبة الكفر (كفر النعمة)، وعناصر في نماذج للشاكرين، وعناصر في نماذج لمن كفروا النعمة..، فيضم العناصر بعضها مع بعض تحت موضوعاتها.

ويكون هذا الترتيب بالترقيم والإشارة إلى العناصر لا بالكتابة من جديد، حتى لا يُثقِل على نفسه، ثم يسير في صياغة الموضوع وفق الأرقام التي لديه؛ فلا يفوته شيء، ويكون موضوعه مترابطًا منسجمًا.

5 - بعد الفهرسة والترتيب يقرر ما للخطبة الأولى، وما للثانية من العناصر المذكورة.

6 - ثم يبدأ بالصياغة حسب الخطة التي وضعها، والمادة التي جمعها.

وهناك أمور ينبغي التنبه إليها أثناء الصياغة منها:

أ - الإخلاص لله تعالى في كتابته، واستحضار النية الخالصة، ومجاهدة النفس في ذلك؛ فلا تعجبه نفسه أثناء الكتابة، أو يتذكر مدح المصلين له، وماذا سيقولون عن خطبته؛ فإنه إن أخلص لله تعالى بارك الله في كتابته وجهده، ونفع به الأمة.

ب - أن يعيش مع الخطبة بقلبه، ويضع نفسه محل السامع؛ أي كأنه المخاطَب بهذه الخطبة؛ لأن ذلك سيجعله يختار العبارات التي يرضاها ويحبها وتقنعه؛ فمثلًا لو كان يوجه نصيحة لواقعٍ في معصية معينة؛ فليضع نفسه مكان صاحب هذه المعصية، وكأنه المخاطَب بهذا الخطاب؛ فذلك أدعى للتأثر، وأجود في انتقاء الألفاظ المناسبة.

وبعض الخطباء الذين لا يراعون هذه الناحية تجدهم يترفعون على صاحب المعصية، ويخاطبونه من علو؛ فيكون عتابهم عنيفًا، وربما لا يقبله صاحب المعصية، لكنه لو وضع نفسه مكان صاحب المعصية، وبدأ بالعتاب فسيكون عتابًا رقيقًا، تقبله النفوس وتتأثر به.

ج - إنْ أحسّ الخطيب أن القلم لا يجاريه في الكتابة، وأن أفكاره مشتتة، وذهنه مشوَّش فليتوقف عن الكتابة حتى يزيل ما يشغله أو ينساه، ثم يعود إليها مرة أخرى.

د - إذا أشكلت عليه بعض الكلمات أو الجمل من جهة إعرابها، أو صرفها، أو دلالتها على المعنى الذي يريده، أو كونها غير فصيحة- فله خياران:

1 - الرجوع إلى المعاجم اللغوية للتأكد من صحة الكلمة، ومناسبتها للمعنى الذي أراده، أو سؤال من يعلم ذلك من أهل اللغة والنحو.

2 - استبدال الكلمة أو الجملة التي يشك فيها بكلمة، أو جملة أخرى يعلم صحتها، واللغة العربية غنية بالمترادفات من الكلمات والجمل.

وإن كنتُ أستحسن الطريقة الأولى؛ لكي ينمِّي الخطيب مهاراته اللغوية، وتزداد حصيلته من الكلمات والجمل.

هـ - العناية بعلامات الترقيم، وبداية الجمل ونهايتها؛ حتى يعينه ذلك على قراءة الخطبة بشكل صحيح، وعدم التعتعة والإعادة، وكثرة التوقف والتلكؤ.

? أجزاء الخطبة:

أولًا: المقدمة

وهي التي يستهل بها الخطيب خطبته، ويهيئ السامعين لسماعها، ويجذبهم بها إليه. ونجاح الخطيب فيها كفيل بالنجاح في بقية خطبته؛ إذ إن عسيرات الأمور بداياتها. وينبغي أن يراعي الخطيب فيها جملة أمور منها:

أ - أن تكون ذات صلة وثيقة بموضوع الخطبة، وممهدة له، ومهيئة الأذن لسماعه.

قال ابن المقفع: «وليكن في صدر كلامك دليل على حاجتك». وعلق عليه الجاحظ فقال: «فرِّق بين صدر خطبة النكاح وبين صدر خطبة العيد، وخطبة الصلح، وخطبة الواهب؛ حتى يكون لكل فن من ذلك صدر يدل على عجزه؛ فإنه لا خير في كلام لا يدل على معناك، ولا يشير إلى مغزاك، وإلى العمود الذي إليه قصدت؛ والغرض الذي إليه نزعت».

ب - أن تكون مناسبة في طولها وقصرها لمجموع الخطبة، والملاحظ أن بعض الخطباء يطيل في المقدمة إطالة قد تستوعب أكثر الخطبة أو نصفها، وهذا قد يصيب السامعين بالملال، وربما يئسوا من الدخول في الموضوع، فانصرفت أذهانهم عن الخطيب. وعكس هؤلاء الخطباء مَنْ لا يعتنون بالمقدمة، فيشرعون في الموضوع مباشرة، ولـمَّا يتهيأ المستمعون بعدُ.

وكِلا الأمرين غير حسن، والمطلوب الاعتدال في ذلك.

ثانيًا: صُلْب الموضوع

فبعد أن يمهد الخطيب لموضوعه في المقدمة، ويتهيأ السامعون لسماعه- يبدأ في الموضوع، وينبغي أن يراعي ما يأتي:

أ - ترتيب الفِكَر وتسلسلها:

بحيث لا ينتهي من فكرة إلا وقد أعطاها حقها من الاستدلال والإقناع، سواء كان الاستدلال لها بالنقل أم بالعقل. ولا يقفز إلى فكرة أخرى، ثم يعود إلى الأولى مرة أخرى؛ فإن ذلك يُربك السامع ويشوش عليه. ولا يتأتى ذلك للخطيب إلا إذا جمع مادة الخطبة من نصوص واستدلالات ونقولات وفِكَر، ثم سلسلها ورتبها قبل أن يبدأ بصياغتها.

ب - التوازن بين الفِكَر:

فلا يُشبِع فكرة ويطيل فيها على حساب الأخريات. ومما يلاحظ عند كثير من الخطباء عدم التوازن في ذلك؛ فتراه في أول الخطبة يُشبِع كل فكرة ويطيل فيها، ويحشد النصوص لها، ثم لما يحسّ بأنه تعب، وأتعب السامعين، وأطال عليهم سرد الفِكَر الباقية سردًا بلا استشهاد ولا إقناع رغم أهميتها، وربما تكون أهم مما طرحه في الأول. وسبب ذلك أن الخطيب ليس عنده تصور كامل لخطبته وما فيها من مادة، وكم تستغرق من وقت.

وعلاج هذه المشكلة أن يقدر الخطيب وقت خطبته، ويُستحسن ألا تزيد عن ثلث ساعة، فإن زاد لأهمية الموضوع فنصف ساعة على الأكثر لكِلا الخطبتين. ويقدر كم تكون من ورقة حسب خطه وإلقائه، ويحسب كم فكرة عنده، وكم لها من نص، ومن ثم يسجِّل الفِكَر مع نصوصها، وما تحتاجه من صياغة على الأوراق التي قدَّرها من قبلُ، فلا تخلو حينئذ من إحدى حالات ثلاث:

1 - أن تكون الفِكَر بنصوصها وصياغتها متناسبة مع حجم المساحة التي قدرها أي زمن الخطبة، فيبدأ بالصياغة مرتبًا الفِكَر كما سبق ذكره، معطيًا كل فكرة حقها من الأسطر بلا زيادة ولا نقص إلا شيئًا يسيرًا لا يُخلُّ بالخطبة.

2 - أن تكون الفِكَر بنصوصها وصياغتها أقل من المساحة التي قدرها، وفي هذه الحالة له خيارات عدة:

أ - أن يقصر الخطبة فتكون أقلَّ من ثلث ساعة، فهو ينظر إلى استيعاب الموضوع، ولا يلتفت إلى الوقت.

ب - أن يزيد فِكَرًا ذات صلة بالموضوع بقدر المساحة المتبقية.

ج - أن يسترسل في الصياغة أي يطيل في صياغة كل فكرة بحيث يغطي النقص.

د - أن يزيد في الاستدلالات لكل فكرة.

وعلى الخطيب أن يقدر الأصلح في ذلك بما يتناسب مع أحوال المصلين معه.

3 - أن تكون الفِكَر بنصوصها وصياغتها أطول من المساحة المقدرة؛ فإن كان الطول يسيرًا فيمضي، وإن كان كثيرًا فلا يخلو من إحدى حالتين:

أ - أن يمكن قسمة الموضوع إلى موضوعين فأكثر بحيث يكون كل موضوع وحدة مستقلة، فيقسمه. ومثال ذلك: لو أراد الخطيب أن يتكلم عن حشر الناس يوم القيامة، وابتدأ حديثه منذ بَعْثِهم من قبورهم ثم حَشْرِهم في العرصات ... فسيجد أن موضوع البعث صالح لأن يكون موضوعًا مستقلًا؛ لكثرة ما فيه من نصوص، وهكذا موضوع الحشر، ثم ما بعد الحشر وهو فصل القضاء، فيجعلها موضوعات عدة.

ب - أن لا يمكن قسمته بهذا الشكل، كأن يكون الموضوع بطوله وحدة متكاملة لا تُجَزَّأ. ومثال ذلك الحديث عن فوائد الأمراض، وهي كثيرة، وفيها نصوص كثيرة أيضًا. فلو قدرنا أن فوائد الأمراض المنصوص عليها عشرون فائدة، وفيها من النصوص ثلاثون نصًا- فلا شك أن خطبة واحدة لا يمكن أن تستوعبها ولا اثنتين، لكن بالإمكان ذكر سبع فوائد في كل خطبة بحيث تصير ثلاث خطب، أو عشر فوائد في كل خطبة بحيث تصير خطبتين، فيسرد الخطيب في كل من الخطبتين أو الثلاث فوائد الأمراض جملة وتفصيلًا في الفوائد التي اختارها لهذه الخطبة بنصوصها. ثم في خطبة أخرى يسرد ما فصّله في الأولى جملة، ويفصل فيما لم يذكره وهكذا. ويكون عنده أكثر من خطبة في الموضوع.

ثالثًا: الخاتمة

بعضهم يجعلها في الخطبة الأولى، وينتقل في الخطبة الثانية إلى موضوع آخر في الغالب يكون موضوعًا وعظيًا معتادًا يذكِّر بالنار، ويحث على التقوى، ويكون مسجوعًا، وهذا الأسلوب كان مستخدمًا عند خطبائنا قبل سنوات، ولا يزال بعض كبار السن منهم ينهجونه إلى اليوم.

وأكثر الخطباء في هذا العصر حسب علمي يجعلون الخطبة الثانية موصولة بالأولى وفي موضوعها نفسه، وينهجون في ذلك منهجين:

أ - أن يلخص فيها موضوع الخطبة بعبارات مركزة فتكون كخاتمة مركزة للموضوع.

ب - أن يذكر المطلوب من السامعين حيال الموضوع الذي طرحه، ولعلّ هذا المنهج أحسن لتلافي التكرار، ولحصول الفائدة من عرض الموضوع؛ ذلك أن المستمعين استمعوا في الخطبة الأولى إلى عرض الموضوع بأدلته النقلية والعقلية، فاقتنعوا بأهميته، وهم ينتظرون من الخطيب أن يبين لهم ما يجب عليهم تجاهه؛ فإن كان الموضوع عن سُنَّة مهجورة حفزهم لإحيائها، وإن كان منكرًا حثهم على إنكاره، وإن كان نصرة للمسلمين بيّن لهم طرق النصرة ومسالكها.



? تنبيه مهم:

يلاحظ أن كثيرًا من الخطباء يجتهدون في جمع مادة الموضوع، وحشد النصوص له، وحسن الصياغة، وهذا يُقنع المستمع بما أُلقي عليه- لكنهم لا يذكرون واجب المستمع تجاه ما أُلقي حتى كأن الخطبة لم توجَّه للمستمع، ومن ثم لا تؤدي النتيجة المرجوة منها، وتجد أن الناس خرجوا من عند الخطيب متأثرين مثنين على خطبته وجمالها وقوتها، وأهمية موضوعها لكنهم لم يدركوا ما المطلوب منهم تجاه الموضوع المطروح.

وربما أن بعضهم لفطنته فهم أنه معنيٌّ بهذا الموضوع، ومخاطَب به، وعليه واجب تجاهه- لكنه لا يدري ماذا يفعل، أو ربما اجتهد فأخطأ؛ فينبغي للخطيب أن يلخص واجب كل مسلم تجاه الموضوع الذي أُلقي، سواء على وجه الإجمال، أو بشيء من التفصيل والبيان؛ إذ إن هذا هو مقصود الخطبة وهو أن يخرج الناس من المسجد وهم متشوقون إلى أداء ما يجب عليهم تجاه ما ألقاه الخطيب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3sha2.ahlamontada.com
 
....# * ( كيف تعد خطبة ) * # ......
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» 12 خطبة منبرية مرئية
» جاء رمضان فليفرحوا خطبة هامة لرمضان للشيخ محمد حسان
»  خطبة الجمعة من مسجد حيينا بعنوان الإستعداد لرمضان 29/07/2011
» خطبة الجمعة الشيخ محمد خسان ( واصبر وما صبرك الا بالله ) من المحلة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عشاق العلوم :: المنتدى العــــــــــام ( موقع عشاق العلوم ) :: القسم الاسلامى العام :: الخطب والمحاضرات والكتب الدينية-
انتقل الى: